الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية محمد بنّور : تجمّعيون ورؤساء أحزاب «المعاضدة» يريدون العودة تحت غطاء «الدساترة»

نشر في  05 مارس 2014  (10:36)

كيف ينظر الأستاذ محمد بنّور الى عودة «الدساترة» الى الحياة السياسية، وما الحدّ الفاصل بينهم وبين التجمّعيين خاصّة بعد التجمّع الضّخم الذي نظّمته الجبهة الدستورية يوم الأحد الماضي بقصر المؤتمرات بالعاصمة والذي ترأّسه حامد القروي احياء للذكرى الثمانين لانبعاث الحزب الحرّ الدستوري والذي احيته حركة نداء تونس بقصر هلال وأيضا الاجتماع الضخم  الذي حضره بدوره كثير من القيادات الحزبية في عهدي بورقيبة وبن علي.
بنور كشف في البداية انّ هناك عملية تضخيم تقوم بها بعض المؤسسات الإعلامية التي ـ حسب قوله ـ صنعت من هؤلاء ثوريون جدد بأيادي نظيفة يريدون انقاذ البلاد، واعتبر انّ الحديث عن الدستوريين عوض التجمعيين هي مغالطة كبرى ومحاولة منهم لتطهير أنفسهم والتخلّص من عبئهم الثقيل اذ لا أحد في تونس لا يدرك ان التجمعيين الذين حكموا البلاد علي مدى 23 سنة كانوا في خدمة نظام مافيوزي وانتهازي مشيرا الى انّ الدساترة الحقيقيين لم ينخرطوا في تلك المنظومة، بل اكثر من ذلك ذكر بالنّور انّ بن علي عندما اراد الانقلاب علي الحركة الدستورية قال ان التجمع هو امتداد لحزب عبد العزيز الثعالبي وقد عارضه في ذلك كثير من الوطنيين كبن جعفر وحمّة الهمّامي وأحمد نجيب الشابي.
وأكثر من ذلك قال بالنور انّ الدساترة لم يدافعوا عن حزبهم عندما تمّ الاستحواذ عليه من قبل بن علي وهو  الذي تجاهل المؤسسين الحقيقيين للحزب الحرّ الدستوري بل ورمى ببعضهم في  السجون بمباركة ممّن  يدعون انهم من المناضلين، وكشف لنا بالنور ان منهم من طالب بن علي بأن لا يحوّل بورقيبة الي لمنستير بل الى صفاقس نكاية في باني الدولة التونسية ومؤسس الحزب الحرّ الدستوري الجديد وليس الحزب الحرّ الدستوري الذي أسسه عبد العزيز الثعالبي وكان بورقيبة قد أسس حزبه صحبة محمود الماطري في 2 مارس 1934 بقصر هلال.


كفاكم مغالطات

وأشار بنور انه وبعد سقوط النظام ظهر من يريد التجنّي على التاريخ ومغالطة الرأي العام من خلال الترويج الى انهم يعيدون الحياة الى الدستوريين وهم في الحقيقة يريدون اعادة المنظومة القديمة من خلال  حزب هو خليط من حزب بن علي والمافيات من أصحاب المال الفاسد الذين يريدون العودة الى السلطة وتنكّروا من مسؤولياتهم وتورّطهم في ما اقترفه بن علي،  فهم لا يعدو ان يكونوا  الاّ جزءا من منظومته الفاسدة بل وشاركوا بن علي في كل ما اقترفه ويتحمّلون المسؤولية الأخلاقيّة والسياسيّة مضيفا انّ المؤرّخين سيذكرون ذلك في كتبهم ودراساتهم.
وأضاف قائلا:«لقد شارك هؤلاء سياسيا في عمليات القمع والتعذيب فمن كان يصدّق مثلا انّ حامد القروي لم يكن يعلم بما كان يحدث في زنازين وزارة الداخلية وفي السّجون؟ لأننا كلنا يعلم انّ  منظمات حقوق  الانسان الدولية كانت تصدر تقاريرها وكانت توضع على مكتبه، بل ان كل الأطراف كانت تعلم وتتصل بهم وتنصحهم بالتراجع عن الممارسات القمعية لكننا بقينا ننتظر 14 جانفي 2011 لتنهار هذه المنظومة الجهنّمية».
وحول الاجتماع الضخم الذي انتظم الأسبوع الماضي بقصر المؤتمرات بالعاصمة الذي نظّمته الجبهة الدستورية علق بنور بالقول انّ أكثر ما أثار استغرابه هوحضور بعض رموز المعارضة الكرتونية في عهد بن علي والتي كانت تسمّى بأحزاب المعاضدة لانها كانت تشيد بانجازات السابع وها هي اليوم تكشف عن اقنعتها وتحاول العودة مرّة أخرى الى المشهد السياسي تحت يافطة الدساترة كما عبّر بنور عن استغرابه من تواجد وزير داخلية سابق قال انه يمثل الحقبة السوداء من تاريخ هذه الوزارة التي عرفت في عهده أبشع جرائم القتل والتعذيب.

عبد اللطيف العبيدي